تعد دبابة "أرماتا" الدبابة الروسية الأولى في المرحلة المعاصرة من التاريخ، حيث صُنعت جميع الدبابات الروسية الأخرى في زمن الاتحاد السوفيتي. يجدر بالذكر أن الذين صنعوا دبابة "أرماتا" هم أبناء الجيل الصاعد الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاما. وباشر فريق مصممي الدبابات من شركة "أورال فاغون زافود" العمل في مشروع "أرماتا" خلال عام 2009. وعُرضت دبابة "أرماتا" للجمهور للمرة الأولى في عام 2015 خلال العرض العسكري في موسكو. واستأثر ظهور الدبابة الروسية الجديدة باهتمام العالم. وقالت وسائل إعلام أجنبية إن دبابة "أرماتا" تتقدم على دبابة "أبرامز" الأمريكية و"تشالنجر" البريطانية و"ليوبارد" الألمانية في القدرات القتالية.
يقول أوليغ سيينكو مدير عام شركة "أورال فاغون زافود"، في تصريح لـ"سبوتنيك" إن قصدهم وضع 28 صنفا من الأسلحة والآليات العسكرية على عربة "أرماتا". كما ستُتخذ عربة "أرماتا" أساساً لصنع آلية "ترميناتور 3" المقاتلة. يجدر بالذكر أن روسيا تصنع آليات "ترميناتور 1" و" ترميناتور 2" والتي تشبه دبابة "تي-72"، للتصدير إلى الدول الأخرى.
يحدّ شكل الدبابة المبتكر والطلاء الخاص من قدرة وسائل المراقبة على اكتشافها. وتستطيع دروع دبابة "أرماتا" مقاومة أي سلاح مضاد للدبابات. ويتضمن تصميمها تكرار أي عملية تقوم بها الدبابة. وعلى سبيل المثال يمكن التحكم في مدفع الدبابة وإطلاق القذائف يدوياً. ويقول أوليغ سيينكو إن دبابة "أرماتا" محصنة حتى من حركات الطاقم غير المتوقعة، وأنها تعلن بنفسها عن إمكان ظهورعطل ما بفضل نظام الإدارة والتحكم المعلوماتي. وصممت دبابة "أرماتا" لقبول أي سلاح جديد أو عدة جديدة، وهي قدرة لا تملكها أي دبابة أخرى في العالم.
تعد دبابة "تي-14" الدبابة الأولى في العالم التي تفي بمتطلبات "الحرب المركزة حول الشبكات" أو "الحرب القائمة على الشبكات" وهي طريقة جديدة لقيادة أو إدارة الحرب تهدف إلى جعل جميع عناصر جيش ما أو وحداته متصلة ببعضها أثناء قيامها بعملياتها، وتعمل على تقوية التواصل والتنسيق المعلوماتي بين مختلف الوحدات. وخصصت دبابة "تي-14" للقتال ضمن مجموعة من الآليات المقاتلة وليس بشكل انفرادي، أي أنها خصصت لـ"حرب الفريق" وفقا لنظرية "الحرب القائمة على الشبكات" والتي بادرت القوات المسلحة الأمريكية إلى تطبيقها في نهاية تسعينات القرن الماضي.
بعد ظهور "أرماتا" اتجه صناع المعدات العسكرية الأجانب لإبداع شيء مماثل. وأفادت تقارير إعلامية أن شركة "كراوس مافي ويغمان" الألمانية وشركة "نيكستر" الفرنسية تستعدان لإنشاء مصنع مشترك لإنتاج معدات عسكرية للقوات البرية. وقد أعلنت الشركتان المذكورتان، في العام الماضي، أنهما ستعملان باتجاه إبداع الدبابة الجديدة التي ستحل محل دبابة لوكلير الفرنسية ودبابة ليوبارد 2 الألمانية في المستقبل. وعبر صانع دبابة "أرماتا" عن شكوكه في إمكانية صنع شيء ما مماثل في المستقبل القريب، مقدّرا المسافة الفاصلة بين من صنعوا دبابة "أرماتا" وزملائهم الأجانب بعشرة أعوام على الأقل. وقالت صحيفة "شتيرن" الألمانية إن ما أبدعته روسيا من معدات عسكرية في الفترة الأخيرة سيجبر الدول الغربية على الإسراع بتحديث جيوشها. وبالنسبة لدبابة "أرماتا"، قالت الصحيفة الألمانية إن صناع الدبابة الروسية الأولى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي استفادوا من منجزات روسيا في صناعة الدبابات، بدليل أن دبابة "أرماتا" سريعة جدا وتتمتع بقدرة كبيرة على المناورة.
يراعي تصميم دبابة "أرماتا" إمكانية خضوعها للعملية التطويرية المتواصلة. ومن الممكن، مثلا، تجهيزها بمدفع جديد عيار 152 ملم بدلا من مدفعها الحالي عيار 125 ملم. ويقول أوليغ سيينكو، مدير عام الشركة الصانعة (أورال فاغون زافود)، إن "مدفع 152 هو مدفع التفوق، ونأمل في إيجاد الذخيرة الجديدة لهذا المدفع في وقت قريب". ومن المتوقع أيضا أن تخلو دبابة "أرماتا" من طاقم بشري في المستقبل. ويقول أوليغ سيينكو إن المعدات المتوفرة حالياً تتيح أتمتة الكثير من العمليات التي يقوم بها طاقم الدبابة باليد، وإنهم يعتقدون بأن "أرماتا" ستصير دبابة روبوتية في المستقبل. ويطالب برنامج تسليح الجيش الروسي في فترة ما قبل عام 2020 بإنتاج 2300 دبابة "تي-14". وشهد عام 2015 تصنيع 20 نموذجا تجريبيا من دبابة "أرماتا". وفي العام التالي بدئ بإنتاج النماذج العملية. ويتوقع مدير عام الشركة الصانعة أن تبدأ الشركة بإنتاج أعداد كبيرة من دبابات "أرماتا" منذ عام 2017.
إعداد: استنادا إلى معلومات قدمتها شركة "أورال فاغون زافود"
تصوير: "أورال فاغون زافود"، "سبوتنيك"
تحتوي بياناتنا على مقطع لشريط فيديو قدمته وزارة الدفاع الروسية