أيهما أقوى... تقديرالإمكانيات القتالية لإيران وإسرائيل
شاب المزيد من توتر العلاقات بين إسرائيل وإيران خلال الأسابيع القليلة الماضية. وتجلى هذا التوتر بوضوح خاص في سوريا، حيث تكثف إيران وجودها بحسب رأي إسرائيل
وبحسب مصادر إسرائيلية فإن إيران قصفت مؤخرا منشآت إسرائيلية في مرتفعات الجولان بالصواريخ، وأسرعت إسرائيل بتوجيه الرد، حيث هاجمت 28 طائرة حربية إسرائيلية 50 منشأة "إيرانية" في الأراضي السورية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل هجومها على الأهداف الإيرانية. وقبل ذلك شن الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 هجوم غير معلَن على منشآت في الأراضي السورية
إزاء هذا التصعيد يرى محللون عسكريون وسياسيون أنه من المتوقُّع نشوب حرب بين إيران وإسرائيل، لذلك يجرون دراسات تقارن بين إمكانياتهما القتالية
عدد النسمة
إسرائيل
8.3
مليون شخص
إيران
82
مليون شخص
الميزانية العسكرية
إسرائيل
20
مليار دولار
إيران
6.3
مليار دولار
عدد أفراد القوات المسلحة
إسرائيل
170
ألف شخص
إيران
534
ألف شخص
عدد الدبابات
إسرائيل
2760
دبابة
إيران
1650
دبابة
عدد الطائرات الحربية
إسرائيل
596
طائرات
إيران
505
طائرات
عدد السفن الحربية
إسرائيل
65
سفينة
إيران
398
سفينة
يجب الإشارة إلى أن المقارنة الكمية لا تعكس حقيقة القوة النوعية
Photo: © JACK GUEZ / AFP
فنظرا إلى الحجم السكاني للدولتين لا يمكن توقُّع أن تجري إسرائيل أية عملية عسكرية في الأراضي الإيرانية، ويمكن توقُّع أن تكتفي إسرائيل بتوجيه ضربات صاروخية وجوية وربما بحرية على إيران في حال نشب نزاع بينهما

كما يصعب على إيران أيضا أن تستخدم قواتها البرية في قتال إسرائيل لطول المسافة الفاصلة بينهما. لذلك لا يبقى أمام إيران في حال نشوب حرب غير توجيه ضربات صاروخية مكثفة على الأراضي الإسرائيلية

في كل الأحوال فإن الدور الرئيس في الحرب تؤديه نوعية السلاح والعتاد العسكري. وفي هذا المجال تكون كفة إسرائيل هي الراجحة

ففي مجال سلاح الجو تعتبر طائرات الجيش الإيراني متقادمة ومن بينها طائرات "إف-4" و"إف-5" و"إف-7" و"إف-14" و"سو-20" و"سو-24" و"سو-25" و"ميغ-29" التي تعود صناعتها إلى خمسينيات وستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الـ20

ويشار إلى أن العديد من الطائرات التابعة لسلاح الجو الإيراني ليست جاهزة للقتال بينما يمكن أن تكون الطائرات العاملة هدفا سهلا للطائرات الحربية ووسائط الدفاع الجوي الحديثة الموجودة في حوزة العدو المحتمل

صحيح أن إيران تنتج أصنافا من العتاد العسكري بما فيها الطائرات المقاتلة ولكنها تُصنع على أساس ما تمت صناعته خارج إيران في أوقات سابقة
سلاح الجو الإيراني الذي يضم في الغالب طائرات أمريكية قديمة لن يجرؤ على مهاجمة إسرائيل وشن غارات جوية عليها، لأن إمكانيات طائراته محدودة جدا لتحقيق هذه المهمة، ولكن صواريخ الإيرانيين تشكل خطرا أكبر من طائراتهم على إسرائيل
إسرائيل باخاراف
جنرال إسرائيلي متقاعد
وبالنسبة للضربة الصاروخية الإيرانية المفترضة، تملك إسرائيل وسائط قادرة على صدها أقواها نظام الدفاع المضاد للصواريخ المسمى بـ"القبة الحديدية"
أما إسرائيل فلا تصنع طائرات حربية. فجميع طائرات سلاح الجو الإسرائيلي "إف-15" و"إف-16" و"إف-35" صُنعت في الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة العلماء والخبراء الإسرائيليين الذين قاموا بتركيب إلكترونيات الطيران من صنع إسرائيلي على هذه الطائرات



تعتبر القوات الجوية الإسرائيلية من أقوى خمس قوات جوية في العالم إلى جانب القوات الأمريكية والروسية والصينية والبريطانية، حسب رأي خبراء الطيران
وفي ما يخص القوات البحرية تتقدم إيران على إسرائيل في عدد السفن الحربية ولكن إسرائيل تتفوق على إيران في كفاءة السفن الحربية. فعلى سبيل المثال تمتلك القوات البحرية الإسرائيلية 7 غواصات حديثة من طراز "دولفين" التي تستطيع صواريخها أن تحمل رؤوسا نووية. ويعُتقد أن ذلك يثبت تفوق القوات البحرية الإسرائيلية على القوات البحرية لبلدان الشرق الأوسط الأخرى

لا بد من الإشارة إلى أن إسرائيل دولة نووية، حيث تشير يعض التقديرات إلى وجود ما بين 100 و500 قنبلة نووية في حوزة إسرائيل الآن، ويمكن أن تبلغ قوتها 50 ميغا طن
بالنسبة للمواجهة العسكرية المفترضة بين إيران وإسرائيل فتجدر الإشارة إلى أنه يوجد في عاصمتيهما أناس أذكياء متعقلون لا يسعون إلى حسم التناقضات بالطرق العسكرية. ومع ذلك فإن تبادل الضربات بينهما ممكن ويمكن أن يتم في الأراضي السورية، حيث يمكن أن تضرب إسرائيل منشآت عسكرية تابعة لإيران بينما تضرب إيران منشآت إسرائيلية في مرتفعات الجولان السورية المحتلة

وترى أوساط مراقبة أن كلا من إيران وإسرائيل تراعيان الحذر الشديد ولا تريدان مفاقمة الوضع
إن إسرائيل وإيران تعترفان بأن ثمن الحرب سيكون غالياً لكل منهما. وأتوقع أن تفضلا تفادي أن تأخذ التطورات مثل هذا المنحى. ولكن هذا لا يعني أن المواجهات التي نشهدها خلال الأشهر القليلة الماضية ستتوقف أو تقل خطورتها، فإسرائيل ستستمر في مراقبة القوات والمنشآت العسكرية الإيرانية في سوريا، فيما يمكن لإيران أن تجد سبيلا مناسبا للانتقام من إسرائيل عبر غزة أو مناطق أخرى. وسوف يواصل التوتر نموه في ظل الغموض الحالك. ولا يزال وقوع الطرفين في أخطاء أمرا قريبا ممكنا
ريتشيل براندنبورغ
رئيسة "مبادرة أمن الشرق الأوسط" في المجلس الأطلسي
Made on
Tilda